قصة قصيرة: لحن النملة نينا

لحن النملة نينا

في قلب الغابة، حيث تتشابك الأشجار وتتراقص أوراقها مع نسيم المساء، كانت تعيش نملة صغيرة تُدعى *نينا*. لم تكن نينا كأي نملة أخرى؛ بينما كان بقية النمل مشغولًا بجمع الطعام وبناء الأنفاق، كانت نينا تحمل نايًا صغيرًا وتحب الجلوس تحت شجرة بلوط قديمة لتعزف ألحانًا ساحرة.  


### شغف نينا بالموسيقى  
منذ صغرها، كانت نينا تشعر بأن هناك إيقاعًا خاصًا يدق في قلبها، مختلفًا عن دقات العمل اليومية للنمل. وعندما عثرت يومًا على قطعة خشب صغيرة من ناي مكسور تركه عصفور، شعرت وكأنها وجدت شريكًا لحنينها. تعلمت نينا العزف بمفردها، مستخدمة أجنحتها الرقيقة لتنفخ في الناي.  


سرعان ما أصبح عزفها معروفًا بين سكان الغابة. في كل مساء، كانت الحيوانات تتجمع حول شجرة البلوط: الطيور تغني معها، الأرانب تتمايل، والسناجب تهز ذيولها على الإيقاع.  


### الحلم الكبير  
كانت نينا تحلم بأن تعزف أمام *ملكة النمل*، لكن النمل الآخر كان يسخر من فكرتها. قالوا لها: "الموسيقى لا تفيدنا! العمل هو الأهم."  


رغم ذلك، لم تفقد نينا الأمل. كانت تعتقد أن للموسيقى قوة تجعل القلوب أقرب، حتى قلوب النمل الصارمة.  


### الاختبار الكبير  
ذات يوم، اجتاحت الغابة عاصفة قوية، جرفت أوراق الأشجار وسدت مداخل مستعمرة النمل. أصاب النمل الذعر، وبدؤوا يبحثون عن طريق لإعادة بناء مدخل المستعمرة.  


عندما رأت نينا الفوضى، قررت استخدام موسيقاها. بدأت تعزف لحنًا هادئًا، ينشر السكينة بين الجميع. شيئًا فشيئًا، توقف النمل عن الفزع وبدأوا يستمعون. ثم تحول اللحن إلى إيقاع نشيط، يشجع على التعاون والعمل.  


أخذ النمل ينسجم مع اللحن وبدأوا في العمل معًا، يحفرون وينقلون الأوراق بانتظام كأنهم فرقة موسيقية متكاملة. حتى الحيوانات الأخرى شاركت في المساعدة، مستوحاة من عزف نينا.  


### تكريم الملكة  
عندما هدأت العاصفة، تمكن النمل من إعادة بناء مدخل المستعمرة. علمت ملكة النمل بما فعلته نينا، فدعتها إلى قاعة العرش.  


قالت الملكة: "نينا، أثبتتِ أن للموسيقى قوة عظيمة. لقد وحدتِ الجميع في أصعب الأوقات. من الآن فصاعدًا، ستكونين *عازفة الغابة*، وستلهميننا جميعًا بألحانك."  


منذ ذلك اليوم، أصبحت نينا تعزف في كل المناسبات، وبدأ النمل يقدر الفن بجانب العمل. تعلم الجميع أن الموسيقى ليست ترفًا، بل روح تبعث الأمل وتجمع القلوب.

مشكور على القصة الجميلة

أتمنى أن تنال إعجابكم