ابن النيل و الفرات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ابن النيل و الفراتدخول
مرحب شهر الصوم

العديد من الخدمات للمواقع و المنتديات


العنف في المدارس

power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد

13022009
العنف في المدارس




العنف المدرسي .. ظاهرة مقيتة طالت يدها الطلاب حينا والمعلمين أحايين كثيرة،
والإيذاء المتبادل بين المعلمين وطلابهم أزمة تقلق مضجع التربويين بل باتت خطرا
يهدد سير العملية التعليمية.
مرت سنوات عديدة، وظل الشغل الشاغل في الشارع التعليمي قسوة المعلمين على طلابهم
والاعتداء عليهم بعنف غير مبرر، حتى انقلب الحال وصدر قرار منع الضرب في المدارس
منعا مشددا لا جدال فيه.
ويبدو أن آثار تلكم السنين في ضرب المعلمين لطلابهم ارتدت لتهب رياح غير متوقعة
حول سطوة الطلاب على من يعلمهم، وبتنا نسمع ونرى بين الفينة والأخرى أحاديث وقصصا
تشيب لها رؤوس الولدان من مغامرات طلابية وتفنن في ضرب القدوة والمربي الفاضل.
"الاقتصادية" آثرت فتح الملف عبر حلقتين لتقدم اليوم رؤية حول أسباب
تسلل ظاهرة العنف المتبادل في المجتمع المدرسي، وإن كان الطالب صار في السنوات
الأخيرة يحمل دور البطولة المطلقة.
يقول الدكتور مقداد يالجن أستاذ مساعد في قسم التربية في كلية العلوم الاجتماعية
في جامعة الإمام محمد الإسلامية، إن عنف الطلاب تجاه معلميهم أصبح ظاهرة، واصفا
إياها بالخطيرة، وقال: حسب علمي إن ظاهرة الضرب كانت موجودة فيما سبق بل إنها قلت
بعد إعلان الوزارة منع الضرب".
وعلل عنف الطلاب نحو معلميهم بأسباب أهمها: علم الطلاب بأن العقوبة ممنوعة من
الوزارة فالإنسان عادة إذا أمن الخوف يتورط في سلوكياته غير المسؤولة، ما أدى إلى
استهانة الطلاب بالأساتذة وبواجباتهم، وفهم الطلاب من منع العقوبة يجعلهم مدللين،
وبخاصة إذا لم تستجب مطالبهم من المعلمين".
وشخص أسباب تولد عنف جديد من الطلاب ضد المعلمين بتدني أهداف التعليم وعدم تقدير
العلم وأهله، فقد كان المعلم سابقا بمثابة الأب فإذا ضرب الولد لا يقابله بالضرب
أو بإطلاق الرصاص عليه كما يحدث الآن، كما أن العلاقة العلمية أصبحت عموما علاقة
تجارية، فهَمُّ الطلاب الحصول على الدرجات والشهادات بأية طريقة، أحيانا بالتهديد
وأحيانا بالمحاباة إن لم يستطع حصولها بالطرق السليمة".
وقال يالجن:" يصف بعض الغربيين طلابنا (العرب) بما هم عليه من الأهداف
الذاتية المتدنية قائلا: إذا تعلموا للشهوة وإذا توظفوا للشهوة، يعني للمآرب
الشخصية لا لخدمة البلاد والتقدم والرقي".
وأضاف يالجن أن من الأسباب كذلك حماية الأسرة ودفاعها عن أولادها إذا حصل أمر دون
المساءلة فيما إذا كان الابن مشاغبا أو غير مؤدب مع المعلمين، فكل شكوى من الطالب
يراها الآباء أنه على حق وأنه مظلوم والمعلم ظالم، وذلك يدفع الأولاد إلى العنف
للانتقام من المعلم.
وذكر يالجن أن تأثير الإعلام من أسباب عنف الطلاب ونشر هذه القنوات أحداثا كثيرة،
مثل نشر مسرحية مدرسة المشاغبين، وفيه يزدرى المعلم والمدرسة، مؤكدا أن استهانة
الطلاب بالمعلمين يدفع المعلمين إلى عقوبتهم.
وأفاد يالجن أن الطلاب والآباء في ذلك الزمان يهتمون بأخلاقيات المتعلم والمعلم
وكتبوا في ذلك كتبا متخصصة. وقال:" إن فضل المعلم أكثر من فضل الأب لأن الأب
إذا كان سبب وجوده فإن المعلم سبب بنائه من حيث العقل والعلم وسبب النجاح في
الدنيا والآخرة، لنفرض أن المعلم ضرب طالبا لسوء أدبه، كما يضرب الآباء أبناءهم هل
ينبغي أن يقابل ذلك بالضرب أيضا؟ فالآباء لا يتحملون عددا من الأبناء أحيانا،
فالمعلمون عندهم المئات".
وأكد يالجن غياب الهمة والهدف السامي والكسل والخمول لدى الطلاب (العرب)، وبالرغم
من أن الحضور إلزامي فهم يتهربون بأعذار كاذبة. وقال:" إن الطلاب عند الحضور
يحضرون كسالى كأنهم يساقون إلى السجون، وينامون في المحاضرات، ويغشون في
الامتحانات ويشتمون الأساتذة ويضربونهم، وأحيانا يقتلونهم، لأنهم رسبوا عندهم
متذرعين بمقولتهم (رسّبونا) ولا يقولون إنهم ظلمة ويصدقهم أولياء أمورهم ويحفزونهم
ضد الأساتذة".
وأوضح يالجن أنه لا يؤيد الضرب عموما من جهة المعلمين، ذاكرا تجربته في التدريس في
المراحل المختلفة من المرحلة الابتدائية وخدمته الممتدة لـ 30 عاما في الجامعات،
وقال:"ما شتمت ولا ضربت أي طالب، وإن كثيرا من الطلاب لا يفرقون بين الجدية
وبين الشدة والعنف".
واستشهد بمقولة ذكرها في كتابه توجيه المعلم إلى معالم طرق العلوم الإسلامية
مفادها أنه عندما يرى المعلمين في المدرسة الابتدائية كل واحد منهم يحمل عصا
يدخلون الطلاب إلى القاعات كما يدخل الراعي قطيع الغنم إلى الحظيرة.
فقلت للتلاميذ لن أحمل العصا ولن أضرب ولن أشتم، ولكن ذكرت أسلوب العقوبات الأدبية
وتمت التجربة بنجاح دون ضرب وشتيمة وعنف.
وأبان: هناك دراسات لهيئة جماعية بعنوان: استراتيجية خمسية لمواجهة وتقليل العنف
في الأوساط التربوية من مدة 2006 إلى 2011 وما زالت تبحث، لافتا إلى دراسة قائمة
برعاية وزارة التربية والتعليم في تركيا وتستهدف الدراسة مواجهة إحداث العنف في
الأوساط التعليمية والتربوية في المدارس والجامعات الرسمية والأهلية بما فيها الأسرة
باعتبارها مدرسة الأولى التي يرجع إليها كثير من أحداث العنف وذلك لقصورها في
التربية الأسرية. وحددت الخطة مدة التنفيذ وهي خمس سنوات اعتبارا من العام
المنصرم.
وعن التدابير والعقوبات البديلة للضرب في الاستراتيجية الجديدة في تركيا، قال
يالجن: اتخذت عقوبات وتدابير واقية من حدوث الضرب بعد دراسة منابع المشكلة
لتجفيفه، ومن أهم العقوبات إبعاد هؤلاء الطلاب المعتدين عن زملائهم ووضعهم في
مدارس خاصة تحت حماية ورعاية خاصة وما تزال تدرس الكثير من الحلول الأخرى.
واسترسل: إن نجاح الاستراتيجية الخمسية الجديدة في تركيا يمكن أن يستفاد منها في
البلاد العربية الأخرى، لافتا إلى أن نجاحها لا يتبين بالدقة إلا بعد التنفيذ
الكامل.
وشدد على أن العنف المدرسي أصبح ظاهرة في مجمل دول العالم في الشرق والغرب، بدليل
أن كل تلك الدول أخذت تدابير لمواجهة المشكلة.
وكشف أن وزارة الداخلية في السعودية عملت إحصائية للظاهرة ونوعياتها وتصنيفها
وكميتها حسب بعض المناطق الشرقية والغربية والشمالية والجنوبية. وقال: في مصر وصفت
جريدة الأهرام منذ عدة أعوام العنف المدرسي بأنه"الطامة الكبرى" وكانت
الإحصائية مخيفة وتنذر بالخطر، وفي تركيا عملت وزارة التربية والتعليم إحصائية
لمدة الأشهر الستة الأخيرة فقط، وخطورة الظاهرة هي التي دفعتها إلى اتخاذ تلك
الاستراتيجية الجديدة.
وأكد أن اليابان رغم أنها أقل الدول تضررا من عنف المدارس إلا إنها اتخذت تدابير
وعقوبات صارمة ومنها الضرب، وحددت نوعيات الضرب وأماكنه، كما أنها أدرجت مادة
التربية الأخلاقية في تعليمها العام ما جعل اليابان أقل عنفا في المدارس.
وشدد على أهمية تضافر الجهود الوطنية والإقليمية ثم الدولية لعلاج مشكلة العنف
المدرسي لأن منابعها متعددة ومشاربها مختلفة.
وأقترح إقامة مؤتمر في السعودية على المستوى الإقليمي والدولي، لأن جذور المشكلة
بعضها راجع إلى أقاليم بحكم ظروفها الخاصة وبعضها راجع إلى الدول الأخرى التي تغذي
العنف في بلاد أخرى لأغراض عدوانية.




تعاليق

Vivian
جزاك الله خيرا
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد
remove_circleمواضيع مماثلة
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى