عضو متميز
مشارك بأكثر من 200 مشاركة
كاتب متميز
كتب أكثر من 200 موضوع
حاصل على الجنسية
مر على وجوده في المنتدى أكثر من 10 سنوات
عضو مطلع
شارك في أكثر من 200 موضوع
|
احكي لي يا جدتي
في ليلة شتوية هادئة، جلست الجدة أمينة بجانب المدفأة، تحتضن كوبًا من الشاي الساخن. في حضنها الصغير، جلست ليلى، حفيدتها الوحيدة، وعيونها اللامعة تتأمل وجه جدتها.
قالت ليلى: "جدتي، احكي لي عن شيء غريب... احكي لي عن الزمن."
ابتسمت الجدة أمينة ومسحت بيدها على شعر ليلى وقالت: "الزمن؟ آه يا ليلى، الزمن كأنه رفيق لا نراه، لكنه دائم الحضور."
رفعت ليلى عينيها وقالت بحيرة: "لكن كيف يكون معنا ونحن لا نراه؟"
أجابت الجدة: "الزمن يشبه الريح يا صغيرتي. لا نستطيع أن نمسكه، لكنه يلمس كل شيء. يمر بين أصابعنا حين نلعب، ويحمل ضحكاتنا إلى المستقبل. هل تذكرين كيف كنت صغيرة جدًا، لا تعرفين سوى الزحف؟ الآن أنت جالسة هنا، تحكين وتفكرين. هذا هو الزمن."
سكتت ليلى قليلًا ثم سألت: "لكن يا جدتي، هل الزمن يأخذ الأشياء منا؟"
تنهدت الجدة وقالت: "ربما نعتقد ذلك. يأخذ لحظاتنا، وأحيانًا أحبّتنا. لكنه يترك لنا شيئًا أغلى."
قالت ليلى بتعجب: "وما هو؟"
ابتسمت الجدة وقالت: "الحكمة، يا ليلى. كل لحظة نعيشها تعلمنا شيئًا. وكل ذكرى نحتفظ بها تصبح كنزًا. الزمن لا يأخذ حقًا، بل يعطينا أدوات لفهم الحياة."
أحنت ليلى رأسها على كتف جدتها وقالت: "إذن الزمن صديق؟"
ردت الجدة برقة: "نعم، إذا عرفنا كيف نصادقه. لا تخافي من مرور الأيام، بل عيشي كل لحظة بحب وفضول، وستكتشفين أن الزمن هو من يصنع أجمل قصصنا."
همست ليلى: "أحبكِ يا جدتي."
ضمتها الجدة وقالت: "وأنا أحبكِ يا ليلى، والآن، لنغلق أعيننا ونحلم، لأن الأحلام أيضًا جزء من حكايات الزمن."
.::الَّلهُمَّـ اجعَلْـ عَمَلَنَا خَالِصًا لِوَجهَكَـ الكَرِيمِـ::.