هل الفنان قدوة؟
الناس تختلف فى دور الفنان ومسئولياته تجاه نفسه وأمام المجتمع والفنان بكل تأكيد يمثل القدوة، لأن هناك من يرى فيه ذلك.. ومن هنا يجب أن يحافظ على صورته وسلوكياته، لأنه يحاسب فى كل شيء وعن أى شيء.. وهناك من الفنانين من أساء لنفسه وتاريخه، لأنه لم يقدر مسئولية ما يفعل.. وفى أحيان كثيرة تجد فنانا لا يراعى مشاعر الناس وهو يلجأ لأشياء لا تتسم بالحكمة.. إنه يقول كلاما لا يقال ويظهر بصورة مختلة تفتقد العقل وتكون النتيجة مزيداً من احتقار الناس.. والشهرة أحيانا تصيب الفنان بما يشبه الجنون.. إنه يتصور نفسه فوق جميع البشر وهو أحيانا يخسر كل شيء فى تصرف خاطئ.. والفرق بين فنان وآخر أن فنانا صنع تاريخا مضيئا وآخر أهمله التاريخ.. ومن أكثر الأشياء التى كانت سببا فى تشويه صورة بعض الفنانين مواقع التواصل الاجتماعى حين تسابقت فى نشر التفاهات والأخبار السيئة، جريا وراء الشهرة والأضواء.. والأضواء تحرق وتضيء، ولهذا يجب أن يكون الفنان حريصا فى سلوكياته حتى لا يخسر محبيه.. وفى تاريخ الفن المصرى أسماء حافظت على صورتها وهناك أيضا من سقط فى التفاهات وخسر كل شيء..أحيانا أشفق على بعض الفنانين والفنانات أيضا وهم يتحولون إلى أراجوزات أمام الناس.. أسوأ الأشياء موهبة بلا عقل وفنان لا يقدر قيمة نفسه.. فى أسواق الفن سلع كثيرة جيدة وهناك أيضا سلع فاسدة وعلى الفنان أن يختار مكانه.. فى زمان مضى كان الفنان نجما بفنه وإبداعه وأخلاقه وبعض الفنانين كانوا قدوة حقيقية فى الالتزام والحضور والوطنية.. ولن ننسى مواقف أم كلثوم وحفلاتها فى دول العالم، دعما لجيش مصر ولن ننسى حفلات عبدالوهاب وعبدالحليم فى إحياء المناسبات الوطنية.. حين نذكر هذه الأسماء نتساءل: ماذا يقدم الفن الآن لقضايانا الوطنية؟.. إن المال ليس مشروع الفنان ولكن الإبداع الراقى هو حلم الفنان وقدره.
بقلم الشاعر فاروق جويدة
السبت 7 من ذي القعدة 1444 هــ 27 مايو 2023 السنة 147 العدد 49845
صحيفة الأهرام اليومي
fgoweda@ahram.org.eg
الرابط الأصلي للمقال : هنا