ما هي الأفروسنتريك التي أشعلت زوبعة حول "كليوبترا السمراء"؟
بعد أيام من الجدل والانتقادات التي وجهت إلى منصة نتفليكس، جراء المسلسل الوثائقي حول "الملكة كليوبترا" التي تعتزم بثه قريباً، جاء الرد الرسمي أمس من قبل وزارة الآثار المصرية.
وقبل أيام قليلة أيضا تصدر اسم الإعلامي والكوميدي المصري (د. باسم يوسف) مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتقاده للممثل الأميركي الشهير (كيفن هارت)، ونتفليكس، خلال مداخلة مع الإعلامي البريطاني بيرس مورغان، رد فيها على الأزمة التي أثارتها نتفليكس بسبب "لون كليوباترا".
فردا على التصريحات المنسوبة للممثل من أصول إفريقية (كيفن هارت)، التي زعم فيها أن أجداده "بنوا الأهرامات" في مصر، قال (يوسف) "الأمر ليس مرتبطاً بأصحاب البشرة البيضاء أو السوداء، بل بعملية الخطف الثقافي وتزوير التاريخ التي يقوم بها أتباع المركزية الإفريقية- الأفروسنتريك".
أتى ذلك، بعد أن وجه العديد من المصريين على مواقع التواصل خلال الأسابيع الماضية، كذلك، انتقادات لاذعة لتلك الحركة، متهمينها بمحاولة خطف حضارتهم وتاريخهم، وتزوير الحقائق، والوقوف وراء عمل "الملكة كليوبترا" التي تجسد دورها ممثلة سمراء اللون.
فما هي تلك الحركة؟
تأسست الأفروسنتريك أو "الحركة المركزية الإفريقية " على يد الناشط الأميركي الإفريقي الأصل (موليفي أسانتي) في فترة الثمانينيات، من أجل تنمية الوعي حول الثقافة الإفريقية عبر التاريخ، وتسليط الضوء حول تلك الهوية وأهميتها لاسيما في الولايات المتحدة وأوروبا.
كما تحاول نشر الوعي حول كيفية هيمنة الأوروبيين على حضارة الأفارقة، عبر الاستعمار والعبودية. وتحث كل إفريقي أو متحدر من أصول إفريقية على تقدير أصوله وتنمية وعي ومعرفته بالحضارات الإفريقية التقليدية.
أما أكثر نظرياتها المثيرة للجدل، فزعمها أن التاريخ والثقافة الإفريقية انطلقت من مصر القديمة، التي شكلت مهد الحضارة العالمية.
إلا أن تلك الحركة تدعي أن إرثها سرق وتم حجب منجزاتها وتزويرها من قبل الأوروبيين والغربيين.
فأصل الحضارة المصرية بنظرها إفريقي دون سواه.
ولعل هذا ما يثير الجدل حولها، لا سيما أن التاريخ فضلا عن العديد من علماء الآثار وغيرهم، يؤكدون ألا صحة علمية لتلك الأفكار مطلقاً.
يشار إلى أن الجدل حول إنتاج نتفلكس لـ "كليوبترا" كانت أثير قبل أسابيع، بعد أن ظهرت صورة الممثلة الرئيسية لدور الملكة الفرعونية سمراء اللون، ما دفع العديد من المصريين إلى التساؤل حول السبب لاسيما أن العمل ليس مجرد فيلم سينمائي عادي، إنما وثائقي، وبالتالي يفترض أن يستند إلى وقائع علمية تاريخية.
فيما أكدت مصر أمس أن ظهور البطلة بهذه الهيئة يعد تزييفا للتاريخ المصري ومغالطة تاريخية صارخة لاسيما أن الفيلم مصنف كفيلم وثائقي وليس عملا دراميا، الأمر الذي يتعين على القائمين على صناعته ضرورة تحري الدقة والاستناد إلى الحقائق التاريخية والعلمية بما يضمن عدم تزييف تاريخ وحضارات الشعوب.
المصدر: موقع العربية نت
رابط التقرير الأصلي :
هنا Keep Calm & Be Professional
الجمعة مايو 26, 2023 2:39 pm من طرف prox