المقال الأصلي منشور في موقع الألوكة الثقافي
تاريخ النشر : 13/11/2012
الدكتور حسام عقل في ضيافة الألوكة
(الجزء الأول)
أجرى الحوار: أ. محمد شعبان الحاج حسن
أهم ما جاء في الحوار:
• العمل الدعوي ضِلَع أساسي وجزء عُضويٌّ مِن حياتي.
• بدأت خطيبًا في زاوية صغيرة في المكان الذي كنتُ أقطنه، ثم ارتقيتُ بعد ذلك إلى الخطابة في المساجد الكبيرة.
• لم أنخرِط في العمل الإعلامي بشكل مُنتظِم، إلا حين طلَب منِّي فضيلة الشيخ: "محمد حسان" أن أقدِّم برنامجًا في قناة الرحمة.
• برنامج "لماذا أسلموا؟" كان هو وثيقة التعارف بيني وبين الجماهير، حتى لقد أصبح للبرنامج جمهور في أوروبا.
• مأساة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أنه ليس لديهم ذراع إعلامي قوي.
• أنصح صناع القرار أن يَهتموا وأن يُعنَوْا بالبحث العلمي، وأن يدعموه بلا حدود.
• لا بد أن نهتمَّ بوضْع مناهج جديدة، مناهِجَ تخرُج عن مربَّع التلقين والحِفظ والاستِظهار إلى مربع التفكير الابتكاري.
• لا بد من دعم المعلِّمين ماديًّا، وأنا أساند وأؤيد وأزكِّي وجود كادْر خاصٍّ للمعلِّمين، ولا بد من دعم المدارس والمرافق.
• أوروبا ظلَّت خمسة قرون تعتمد على مرجِع وحيد في الطب، هو كتاب "القانون" لابن سينا.
• لا بدَّ أن يكون عند الأديب الحقيقي مَوهِبة يُظاهِرها دعم وصقْل بالدِّراسة.
• كل الأعمال الثورية الكبيرة والانتِفاضات التاريخية الكبيرة مُفرَز ومنتَج إبداع أدبي.
• ينبغي أن يفتح ملفُّ المسلمين في الخارج، وأن نُعادي ونُصادِق في ضوء هذا الميزان.
• لا بد أن نهتم بها وأن نُعنى بالأقليات الإسلامية في الخارج؛ لأنها تتعرَّض لظلم كبير.
• وظيفة الدعاة والعلماء وظيفة توعوية أو تعريفية.
والآن إلى نص الحوار:
لقاؤنا اليوم مع رجل جعل من نفسه "الدرع" الواقي لثوابت الأمة من التحريف، ولهُويَّتها من التجريف، ولمعتقداتها من التخريف... لقاؤنا مع رجل صنع من نفسه "العدسة" الكاشفة لآمال وآلام المسلمين، ودعا إلى الله بالحكمة والقول المبين، وعرّفنا بمن يلتحق بموكب الحضارة الإسلامي، وأخبرنا "لماذا أسلموا" لله ربِّ العالمين، نعم؛ إنه الناقد الأدبي، والمفكِّر البارز الدكتور: حسام عقل.
الألوكة: دكتور حسام، بداية؛ نرحِّب بسعادتكم على صفحات شبكة الألوكة، ويُسعدنا أن نستضيء بضياء سيرتكم الذاتية والمهنية والإعلامية؟
د. حسام عقل:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وبعد، فأنا حسام محمد السيد عقل من مواليد محافظة الغريبة، وتحديدًا القرية التي منها مسقط رأس أبي، قرية يقال لها: "محلة روح"، وهي تقع في أعمال محافظة الغربية، وقضيت شطرًا مِن طفولتي في "طنطا" ثم انتقلت إلى القاهرة، وعشت في القاهرة معظم أيام عمري.
تعلمت في المدارس الأميرية "الحكومية"، ثم التحقتُ بكلية دار العلوم، وتخرَّجتُ فيها عام 1991 بتقدير جيِّد جدًّا، وحللتُ ثالثًا على دفعتي، ومِن أسفٍ أنه في هذا العام لم تكلِّف الكلية أي مُعيدين؛ حيث لم يكن هناك تكليف، ولم يكن هناك تعيين لمُعيدين، ومضت الأمور في أعنَّتها في وجهة أخرى، والتحقتُ وظيفيًّا بمجلس الدولة مراجعًا لُغويًّا للأحكام، وقمتُ بالتحضير لدرجتَي الماجستير والدكتوراه، ثم التحقتُ بالسلك الجامعي بعد الحصول على الدكتوراه عام 2000م.
بدأتُ بالعمل في جامعة قناة السويس ثم انتقلتُ إلى جامعة عين شمس، وما زلت بها حتى الآن، وأدرِّس لطلابي مادة البلاغة والنقد الأدبي والأدب المقارَن.
وعلى الصعيد الدعويِّ:
أنا أشتغل بالعمل الدعوي منذ سنوات بعيدة؛ فقد بدأت خطيبًا في زاوية صغيرة في المكان الذي كنتُ أقطنه، ثم ارتقيتُ بعد ذلك إلى الخطابة في المساجد الكبيرة، فالعمل الدعوي ضِلَع أساسي وجزء عُضويٌّ مِن حياتي، وما زلت حتى الآن أُباشِر العمل الدعوي من خلال المقالة والمحاضَرة والندوة، ومِن خلال العمل الإعلامي؛ لأن العمل الإعلامي جاء بعد ذلك، وبدأت العمل الإعلامي عندما كنت أُستضاف بصورة متكرِّرة في قناة النيل الثقافية، كنتُ أعلِّق على بعض النصوص، وبعض القضايا الأدبية، وبعض القضايا الفكرية؛ لكن لم أنخرِط في العمل الإعلامي بشكل مُنتظِم، إلا حين طلَب منِّي فضيلة الشيخ: "محمد حسان" أن أقدِّم برنامجًا في قناة الرحمة، فبدأت ببرنامج كانت فكرته غريبة، ورفَضها كثيرون في البداية وتخوَّفوا منها؛ نعم، كان برنامج "لماذا أسلموا؟".
"لماذا أسلموا؟" فكرته أني أُجري حوارات مع الذين اعتنَقوا الإسلام، وظللتُ بالفعل أربع سنوات أُجري حوارات مع الذين اعتنَقوا الإسلام، من الشرق والغرب، مِن كولومبيا إلى فرنسا إلى إنجلترا إلى إفريقيا، وكانت حوارات تمثِّل دروسًا لي على المستوى الشخصي، وكنتُ أتَّعظ بهذه الحوارات وأتعلَّم منها.
وبرنامج "لماذا أسلموا؟" كان هو وثيقة التعارف بيني وبين الجماهير بالفعل، حتى لقد صار للبرنامج جمهور في أوروبا، حتى إنني قبل هذا اللقاء بساعة جاءتني مكالمة مِن الأخت أم أنس من إسبانيا، وهي ممن يتابعنَ البرنامج منذ فترة طويلة، والحمد لله.
برنامج "لماذا أسلموا؟" أصبح وثيقة تعارُف بيني وبين الجماهير، ثم تواصَل بعد ذلك العمل الإعلامي فقدمت برنامجًا إخباريًّا اسمه "العدسة"، والآن أقدِّم برنامجًا فكريًّا إخباريًّا اسمه "الدرع" أدافع فيه عن هوية الإسلام وعن القرآن وعن السنَّة في وجْه هجمات المشكِّكين والمعطِّلين والملاحِدة، وتعرَّضتُ بسبب هذا لمعاركَ كثيرة، لكن أنا حفيٌّ بهذه المعارِك؛ لأن مَن يتصدَّى لمنافَحة الباطل لا بدَّ أن يَدفع ضريبة أو ثمنًا باهظَ الثِّقَل، وأنا لا أدري هل يعتبر البعض ذلك سبَّةً أم إساءة؟ لكن منذ فترة قريبة وجدت أن أحد المواقع "اللا دينية" في سوريا اسمه موقع "الطبيعيِّين" أو "اللا دينيِّين" العرب ووجدتُ هذا الموقع يشنُّ عليَّ حملة كبيرة، "حسام عقل عدو المُلحِدين، وعدو القرآنيين، وعدو...."، فأيقنت أني أتحرَّك في الطريق الصحيح، وأن شتائم هؤلاء وسبَّ هؤلاء دليل على أننا نقدِّم شيئًا يستحِق أن يبقى.
أما على المستوى الشخصي:
فأنا زوج وأبٌ لابن اسمه مازن أدعو الله - عز وجل - أن يَسير على نهج الدعوة وعلى درْب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأن يقدِّم للأمة شيئًا مفيدًا، هذه هي السيرة الذاتية بوجه عام، ومِن المحطات التي أَعتبرها شيئًا مهمًّا في حياتي حصولي على جائزة الدولة التشجيعية عام 2010 عن كتاب اسمه "مخاضات الخِطاب الشِّعري المعاصِر" قدمت فيه نقدًا لبعض الخطابات والتجارب الشعرية التي ظهَرت في الفترة الأخيرة.
الألوكة: أستاذنا، هناك صِنف من الإعلام ورجاله يجعلون الحق باطلاً، والباطل حقًّا، ويُلبِّسون على الناس، بعد مشواركم في الإعلام؛ كيف ترون دور الإعلام الحقيقي في صناعة الفكر وتوجيه عقول الناس؛ والنهوض بأمتنا شعبًا وحكومة، وكيف يؤثر الإعلام على العقول ويدفعهم إلى وجهة ربما لا يريدونها؟
د. حسام عقل: دائمًا ما أقول:
الإعلام هو الذي يرتِّب للناس الأولويات، هو الذي يرسُم النموذج الحضاري، هو الذي يبصِّر الناس بملامح الطريق، هو الذي يوضِّح لهم منظومة القِيَم التي تحكُم أو التي يَنبغي أن تحكم، هو الذي يبصِّرهم بمناطق الخلَل والعَوار في المسيرة؛ سعيًا لتصويب هذه المسيرة وتصحيحها، ولذلك أصبَح الإعلام في العالم المعاصِر شيئًا مهمًّا، ومأساة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أنهم ليس لديهم "ميديا"، ليس لديهم ذراع إعلامي قوي، لكنَّ الصهاينة مثلاً عددهم في العالم يقدر بـ14 مليونًا، وربما أقل من ذلك، لكن لديهم ذراع إعلامي قوي يستطيع أن يسوِّق قضاياهم حتى ما كان منها ظلمًا صُراحًا، ويستطيعون أن يُسوِّقوا حتى لظلمِهم مِن خلال هذا الذراع الإعلامي القوي، والإدارة الأمريكية - مثلاً - تُنفِق على خطابها الإعلامي سنويًّا مائتَي مليار دولار، وهي لا تلقي هذا المبلغ ليكون حَرثًا في الماء؛ فهي تدري أنها عندما تُحكِم القياد والسيطرة على الإعلام، تُحكم القياد والسيطرة على الأدمغة والعُقول، وتستطيع أن تؤثِّر في الناس تأثيرًا كبيرًا، وكان مما قرأت أخيرًا كتاب صادر في أمريكا اسمه: "media the second god" تخيَّل أنهم يَعتبرون الإعلام هو الإله الثاني! هذا هو عنوان الكتاب: "الإعلام الإله الثاني"، يعني هم يُثمِّنون الإعلام غاليًا، ويَستخدمون الإعلام ويوظِّفونه لخدمة القضايا السياسية على أفضل ما يكون، لكن للأسف الإسلام والمسلمون ليس لديهم حتى الآن إعلام مِهني له طابع أداءٍ احترافيٍّ يستطيع أن يسوِّق لقضاياهم، وأن يُعرِّف بها، وأن يدافِع عنهم، وأن يصدَّ الهجمات التي تحصل، ولذلك ما أنادي به أن يُبادر النُّخبة والدعاة وصفوة الأمة إلى محاولة تأسيس عمل إعلامي حقيقي ورصين يستطيع أن يُدافع عن قضايانا وأن يسوِّقها، ويستطيع أن يقدِّم مِن خِطاب الآداب والفنون ما يستطيع أن يدخل به كل بيت.
الألوكة: د. حسام، نحن تحدثنا عن التجربة الإعلامية من قبل، ولكننا نريد أن نستفيض فيها بعض الشيء، فسعادتكم لكم حضور وقبول كبير على الشاشة، ولكم طرح مميز، فماذا لو حدثتنا عن تجربتكم الإعلامية الناجحة، وبعض المواقف التي تعرَّضتُم لها خلال مشواركم؟
د. حسام عقل:
أنا أعتقد أن مِن تجاربي الإعلامية الناجحة برنامج "لماذا أسلموا؟"؛ لأنني بذلت جهدًا كبيرًا في مسألة التوثيق والإعداد، ثم إنه تأتي إلى مشكلة أخرى أن تُقنع الناس بالظهور أمام الشاشات لمَن لم يَحترِف الظهور أمام الشاشة، ثم مشكلة ثالثة وهي أن تُتَّهم ظلمًا بأنك تسوِّق لفتنة طائفية أو تدعو إلى كذا وكذا، مع أنه ليس مِن منهجي تجريح عقائد أحد، ومنهجي هو التعريف بالإسلام دون تجريح في عقائد أحد.
وكان من أصداء برنامج "لماذا أسلموا؟" أنني تعرَّضتُ لهجوم بشع مِن "كائن" لم أكن أعرفه مِن قبل اسمه "القس زكريا بطرس"، هذه هي المرة الأولى التي أعرف فيها هذا الرجل، ووجدته يشنُّ هجومًا كبيرًا عليَّ بعد أن قدمت حلقتَين عن "إدريس توفيق"، وكان مساعدًا للبابا "يوحنَّا بولس الثاني" كان مساعدًا لبابا الفاتيكان واعتنق الإسلام وتَسمَّى باسم إدريس توفيق، وأعددتُ معه حلقتَين مرئيتَين كان لهما من الأصداء الشيء الكثير، لدرجة أن صواب زكريا بطرس طاش، لكنني وثقتُ هنا، وكنت من الأصوات المبكِّرة التي حذَّرتْ مِن أقباط المهجر؛ فأقباط الداخل نحن نعرفهم ويعرفوننا، وتَصِلنا بهم الأسباب والوشائج الوثيقة والروابط، وبيننا تعاون في أمور كثيرة، وهذا مما لا يَنهى عنه الدِّين؛ نحن نتشاطر وطنًا واحدًا، والنبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن ظلَم مُعاهَدًا أو انتقَصه حقَّه أو كلَّفه فوق طاقته أو أخَذ منه شيئًا بغير طيب نفس، فأنا حَجيجه يوم القيامة))، حتى إن ابن تيمية كان يُفاوِض "قازان" ملك التتار في استِرداد الأسرى فأصرَّ أن يستردَّ الأسرى اليهود والمسيحيِّين وليس المسلمين فقط، والأدلة في هذا الباب كثيرة، حتى إن البغدادي في كتاب "الفِرق" قال: "ينبغي أن يُعانوا على دفع الظلم"، ليس فقط على حسن الجوار، لا؛ بل نحن نُعينهم على دفع الظلم إذا تعرَّضوا لظلْم، والقرآن نفسه بثَّ فينا هذا الحسَّ؛ فحين نفتح سورة النساء نجد أن تسع آيات مِن سورة النساء نزلت تُبرِّئ يهوديًّا اتُّهم ظلمًا بالسرقة، وكان السارق مُسلمًا، وقالت للنبي -صلى الله عليه وسلم-: ﴿ وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ﴾ [النساء: 107]؛ إذًا معنى هذا أن العلاقات بيننا في الداخل المصري علاقة طيبة وقديمة وعريقة، لكن أقباط المهجر لهم أجندة أخرى، أجندة شريرة خبيثة تسعى إلى تلغيم الوضع المصري، ولذلك كنتُ مِن الأصوات المبكِّرة التي حذَّرت مِن موريس صادق وعصمت زقلمة، وكانت التحذيرات مِن فترة مبكِّرة جدًّا من سنوات، وللأسف حدث ما تخوَّفتُ منه فتم تصدير اللغم الكبير بهذا الشيء الذي يُسمى "فيلمًا"، ولا علاقة له لا بفنٍّ ولا بفيلم ولا بخطاب دِرامي، ولا حتى بحرية.
الألوكة: د. حسام، تفضلتم بالكلام على برنامج "لماذا أسلموا؟"، ولم تتكلموا عن برنامجَيكُم "الدرع"، و"العدسة"، فهلا تحدثنا عنهما؟
د. حسام عقل:
برنامج "لماذا أسلموا؟" كان الاستِمرار فيه أربع سنوات حتى أحسسْتُ أنه أوفى غايتَه وقدَّم مادةً توثيقيَّة ضخمة مُنتشِرة الآن على الإنترنت وفي المواقع، قدَّمنا للناس زادًا طيبًا يستطيعون أن يتحرَّكوا مِن خلاله، لكن أحسستُ أنه بعد الثورة لا بدَّ أن نُخاطِب الجماهير، ولا بد أن نُلامِس أفق الجماهير؛ فحتى متى سيظل الخطاب الإسلامي الدعوي الإعلامي خطابًا فوقيًّا أو خطابًا محمَّضًا داخل أستوديو؟!
الألوكة: أستاذنا، تدلُّ البراهين على أن الأمم لا تنهض إلا بالعلم، وهذا هو التحدي الأكبر أمام قادة الأمة الآن، فنريد من سعادتكم "روشتة" سريعة تُقدِّمها لصناع القرار في البلاد؛ وخاصَّة أنكم صاحب المقولة الشهيرة (على الإنسان أن يكون دودة كتُب)؟
د. حسام عقل:
إن كان لي أن أنصح صناع القرار فأنا أنصحهم أن يَهتموا وأن يُعنَوا بالبحث العلمي، وأن يدعموه بلا حدود، وأن يدعموا ميزانيات وزارة البحث العلمي، وأن يدعَموا ميزانيات الجامعات المصرية والكليات المصرية، مع التركيز على الكليات ذات الطابع التجريبي التي لها علاقة مباشِرة بسوق العمل، والتي لها علاقة مباشِرة بتحسين وتجويد المنتَج الزراعي، ولها علاقة مباشِرة بتعمير سيناء، وأنا أقترح على أصحاب القرار في مصر استِحداث وزارة قائمة برأسها لتعمير سيناء، وأتمنى من صناع القرار أن يوجِّهوا جزءًا كبيرًا مِن الموازنة العامة لدعم المرافق والمدارس والمعاهد والبحث العلمي في البلاد، وهذا خَيره سيأتي ناجزًا وعاجِلاً وسريعًا في صورة زراعة محسَّنة باكتفاء ذاتي من القمح والغلال والحبوب، أيضًا في صورة تصنيع متفوِّق، وتوفير فرص عمل؛ لأن سوق العمل في مصر يحتاج إلى 750 ألف فرصة عمل سنويًّا، هذه مشكلة لا بد أن يفكِّر فيها صانع القرار بهدوء، خصوصًا مع وجود عجز في الموازنة العامة، ووجود عجز وتراجُع في قيمة الدَّين العام، وبالتالي لا بدَّ أن نهتمَّ بملف الاقتصاد وملف دعم وتزكية البحث العلمي، وهذا أكثر ما أُنادي به، لا بد على التيار الإسلامي أن يتوجه في خطابه إلى أدبيات العدالة الاجتماعية وتحسين المستوى المعيشي للفقراء.
الجمعة أبريل 28, 2023 1:32 pm من طرف ملتقى السرد العربي