«عبدون» هو الحل
لو عندك مشكلة ومحتار كلم الأستاذ «أحمد عبدون» علي تليفون أرضي رقم «.......» وموبايل رقم «........» وح يساعدك.. هذا الإعلان يتكرر عشرات بل قل مئات من المرات علي شريط أخبار قناة «دريم» وهي واحدة من أكبر قنوات القطاع الخاص نجاحاً في محاولة تقديم الإعلام الذي يرنو للحرية في ظل قيود تحاول أن تفرض سيطرتها إلا أنها بين الحين والآخر ترتكب واحداً من الأخطاء مثل هذا الإعلان.. يجب أن نوضح للقراء أنك عندما تتصل تليفونياً فإن هذه المكالمة تتحول إلي أموال وكلما طال زمن الحوار زاد أيضاً الثمن الذي سوف تتكبده وأن هذا المبلغ يتم تقسيمه بنسبة ما بين المذيع والقناة أي أنها صفقة تجارية بين الطرفين وأن الزبون المخدوع الذي يأخذ الطعم هو الذي يدفع الثمن.. في الموالد الشعبية وقبل نحو مائة عام كانت تباع زجاجة الشيخ «محمود» وهذه الزجاجة طبقاً لما يعلنه البائعون تقضي علي الدود وتكافح السرطان والشيخوخة وتمنع الصلع وتخلق من العجوز صبية.. وشجرة الجميز تحيلها إلي مانيكان.. كل شيء تجده في شربة الشيخ «محمود» المبروكة.. «أحمد عبدون» هو البديل العصري لتلك الزجاجة فهو يلعب دور الطبيب والقاضي والمفكر والشيخ والقسيس وضابط الشرطة.. إنه بلغة السينما «سوبر مان» و«بات مان» و«سبايدر مان».. هناك مثلاً الطبيب النفسي أنت تذهب إليه لتحكي وتفضفض عن مشاكلك مقابل أجر وكثير من الناس يشعرون بعد ذلك بقدر من الارتياح والطب النفسي قائم علي علم، و«أحمد عبدون» ليس طبيباً نفسياً لو أن المشكلة نفسية التي سوف يتحدث خلالها المتصل المخدوع فما الذي من الممكن أن يقدمه «عبدون»، وكان الأجدي أن تكتب المحطة أرقام «د. عكاشة» أو «الرخاوي» لو كنا بصدد فتوي دينية واتفقت مع الشيوخ «خالد الجندي» أو «عمرو خالد» أو «عبلة الكحلاوي» مثلاً ولو كنا بصدد طبخة أكل لدينا عشرات من الطهاة ولكني لا أفهم ما هو تخصص «أحمد عبدون» إنه يقدم برنامجاً دينياً «عما يتساءلون» وهو مذيع ناجح في مادته وفي محاورة ضيوفه لكنه لا يستطيع الادعاء بأنه فقيه في الدين مع العلم أن المشكلات التي سوف يشارك «عبدون» في حلها مفتوحة مثلاً رجلاً عاطل، امرأة تريد خلع زوجها، فتاة تبحث عن عريس، عريس يبحث عن شقة.. فهل يصبح هو العريس أم صاحب العمارة الذي يمنح شقة؟!
كيف تتورط قناة في مثل هذا الإعلان مهما كانت الأرباح المنتظرة والتي لا أتصورها بالمناسبة كبيرة.. إن عشقت اعشق قمر وإن سرقت اسرق جمل فلا هي عشقت قمر ولا سرقت جمل؟!
طارق الشناوى