وردة والتاريخ
«وردة» هي أكثر الفنانات صراحة أمام الكاميرا وكثيراً ما تحطم الخط الوهمي الذي يفصل عادة بين ما هو عام للنشر والتداول ومن الممكن أن تدلي به للإعلام وبين ما هو خاص لا ينبغي أن يتجاوز دائرة الأصدقاء ولهذا حرصت علي أن أتابع الحلقة التي استضافها فيها «نيشان» في برنامجه «المايسترو» عبر C.B.L قالت «وردة» كل شيء عن علاقتها مع «بليغ حمدي» وخلافها معه ورغبته في أن يصبح أباً وتعرضها أكثر من مرة لفقد جنينها وانتقلت للحديث عن العلاقات المتوترة أحياناً بينها وبين «عبد الحليم حافظ» وكذلك موقفها من المطربة السورية «ميادة الحناوي».. المعلومة الوحيدة التي حرصت «وردة» علي نفيها نفياً قاطعاً هي أنها قد أخذت من «ميادة» أغنية «في يوم وليلة» التي كان الموسيقار الكبير «محمد عبد الوهاب» يعدها لكي تغنيها «ميادة» في أول ظهور لها في القاهرة وذلك قبل نحو 37 عاماً!!
كانت «ميادة» قد ملأت الفضائيات باتهام يؤكد ضلوع «وردة» في المؤامرة التي أبعدتها عن مصر في تلك الأثناء وبالتالي ضياع اللحن منها.. ورغم أن الحقيقة المؤكدة هي أن «وردة» لم تشترك بأي دور في إبعاد «ميادة» عن مصر وأن بعض الأخطاء الصغيرة التي وقعت فيها «ميادة» هي التي أدت إلي إصدار قرار من أمن الدولة بإقصائها خارج الحدود فإن الحقيقة أيضاً هي أن أغنية «في يوم وليلة» كتبها «حسين السيد» ولحنها «عبد الوهاب» من أجل «ميادة» وأن كل الجرائد وأجهزة الإعلام ذكرت وقتها هذه الحقيقة وكان حدثاً استثنائياً في مشوار «عبد الوهاب» لأنه لأول مرة يلحن لمطربة لم يسبق أن غنت لأحد قبله من الملحنين.. الذي حدث بعد ذلك هو أن «ميادة» أذاعت جزءا من بروفات أغنية «في يوم وليلة» التي جمعتها مع «عبد الوهاب» وأحياناً كانت تنفلت من «عبد الوهاب» عبارات لا يكتفي فيها بإعلان إعجابه بالصوت لكن أيضاً بصاحبة الصوت.. الهمسات وصلت إلي زوجته السيدة «نهلة القدسي» ولهذا فلقد اتصل «محمد عبد الوهاب» بضغوط من زوجته بوزير الداخلية الأسبق الراحل «النبوي إسماعيل» لاستصدار أمر بمنع «ميادة» من دخول الأراضي المصرية.. أكد هذه المعلومة «النبوي إسماعيل» في كثير من الحوارات التي أجراها بعد ذلك وكان أولها مع الكاتب الصحفي «وائل الإبراشي» قبل نحو 15 عاماً.. «وردة» بريئة من المؤامرة التي حيكت ضد «ميادة» لكن هذا لا يمنع بالطبع أنها قد أخذت أغنية «في يوم وليلة» ولو لم تغنها «وردة» فإنه كان من الممكن أن تغنيها أي مطربة أخري.. خاصة أن «عبد الوهاب» مقل جداً في ألحانه وبمجرد أن يشرع في التلحين فإن كل المطربين والمطربات يطرقون بابه!!
قد تتسامح «ميادة» مع كل ما ذكرته «وردة» في حوارها مع «نيشان» لكنها أبداً لن تنسي أنها قد أكدت أن صوت منافستها وبنت بلدها «أصالة» هو الأقرب إليها بينما لم ينل صوت «ميادة» سوي التجاهل!!
بقلم الاستاذ : طاق الشناوى كاتب بجريدة الدستور المصرية
sherifالأحد سبتمبر 20, 2009 5:32 pm