تتمثل ظاهرة الخروج عن الجسد بعملية شعور الشخص بأنه خارج جسده الفيزيائي
و يدرك ذلك بوعيه الكامل . هذا الوعي الذي يرافقه أثناء خروجه ، و يبغى
الجسد في حالة غيبوبة أو نوم عميق !. أي أن عند خروجه من جسده ، يبقى
محافظاً على قدرته على الإدراك ، و التفكير ، و حرية التصرّف و اتخاذ
القرارات حسب الحالة !. كل هذه الميزات ترافق الشخص ( أو روح الشخص )
أثناء خروجه عن جسده !.
يشعر الخارجين عن جسدهم بأنهم يستطيعون التنقّل بحرية من مكان إلى آخر ، و
يمكنهم الانتقال إلى أماكن بعيدة عن موقع أجسادهم الفيزيائية ، و يدركون
مشاهد و أحداث كثيرة ، و يستطيعون حفظ تلك المعلومات في ذاكرتهم و العودة
بها إلى جسدهم الفيزيائي !.
غالباً ما تحدث هذه الحالة بشكل تلقائي ، دون معرفة مسبقة من الشخص .
خاصةً الذين يكونون في حالة مرض خطير أو غيبوبة أو على حافة الموت !.
لكن بنفس الوقت ، يتمتع بعض المتصوفين و الروحانيين و الشامانيين بهذه القدرة ، و يمكنهم استنهاضها بأي وقت يشاءون !.
عرفت ظاهرة الخروج عن الجسد منذ فجر الإنسانية . و وردت في مراجع قديمة من جميع أنحاء العالم القديم .
ـ و صف المصريون القدماء عملية الخروج عن الجسد بأنها انفصال الجسم الخفي من الجسم المادي ، و أطلقوا عليه اسم " بـا " .
ـ الطقوس التي تعتمد على أساطير " ميثرا " المنبثقة من الديانة الزردشتية ، نادت بعملية الخروج من الجسد .
ـ ذكر أفلاطون في جمهوريته ، حادثة خروج " أر " من جسده .
ـ سقراط ، بليني ، بلوتونيوس ، و غيرهم من المفكرين القدماء ، جميعهم وصفوا في كتاباتهم حالات مختلفة من الخروج عن الجسد .
ـ ذكر بلوتونيوس ، في مناسبات كثيرة ، حول خروجه عن جسده و الارتفاع إلى أعلى .
ـ وصف بلوتارش ، في العام 79م ، حالة خروج أريدانيوس من جسده .
ـ كتاب الأموات ، عند كهنة التبت ، يصف جسم غير مرئي ، متطابق في مواصفاته
مع الجسم المادي ، يسمونه " باردو " ، يمكنه الارتفاع من الجسد و الانفصال
عنه .
ـ تعترف الديانة البوذية ( الماهايانا ) بوجود جسم أثيري آخر مترافق مع الجسم المادي .
ـ ذكر الصينيون القدماء عن إمكانية حصول الخروج عن الجسد بعد جلسات التأمّل .
ـ الشامانيون المنتمون إلى جميع القبائل في العالم القديم و حتى الحديث (
في سيبيريا ، و أفريقيا ، و هنود الأمريكيتين ) ، يعتمدون على عملية
الخروج عن الجسد من أجل الحصول على معلومات غيبية .
ـ عبّر المستكشفون الأوروبيون الأوائل ( و المبشرون الدينيون ) في مراجع
كثيرة ، عن دهشتهم حول قدرة بعض الأشخاص المحليين في أفريقيا و أمريكا
اللاتينية على معرفة معلومات دقيقة عن أحداث و مواقع تبعد مئات الأميال عن
موقع جسدهم !.
بعض الأبحاث و الدراسات الشخصية :
ـ " مارسيل لويس فوهان " ، ( 1884م ـ 1917م ) ، قام بتوثيق جميع رحلاته
التي قام بها خارج جسده . و اتخذت كتاباته شكل دراسة علمية تبحث في سرّ
هذه الظاهرة .( عنوان الكتاب : السفر الروحي العملي ) .
ـ " سيلفان مولدون " ، ( 1915م ـ 1950 ) ، من الولايات المتحدة ، ألف كتاب
مع الكاتب " هيروارد كارينغتون " ، يحتوي على تجاربه الشخصية خلال رحلاته
خارج جسده . ( طبع الكتاب في العام 1919م ، عنوانه : خروج الجسم الروحي ) .
ـ " أليفر فوكس " من بريطانبا ، تحدّث عن تجاربه الشخصية خلال خروجه عن جسده . ( عنوان الكتاب : السفر الروحي 1920م ) .
ـ " ج. هـ . م وايتمان " ، قال في كتابه بأنه خرج عن جسده أكثر من 2000 مرة . ( عنوانه : الحياة الروحانية 1961م ) .
ـ في العام 1954م ، كشفت دراسة أقيمت على طلاب قسم الاجتماع في جامعة ديوك ، أن 27 بالمئة منهم قد مرّوا بحالة خروج عن الجسد !.
ـ أقيمت في عدة جامعات بريطانية دراستين منفصلتين على يد الباحثة " سيليا
غرين " ، و كشفت الأولى عن أن 19 بالمئة قد مرّوا بهذه الحالة ، و الثنية
كشفت عن 34 بالمئة !.
ـ أظهرت دراسات مختلفة على يد الباحثين الاجتماعيين : " جون بالمر " و " م
. دنيس " في العام 1975م ، أن 25 بالمئة من طلاب بلدة شارلتزفيل ، فرجينيا
، و 14 بالمئة من سكانها ادعوا بأنهم خاضوا بتجربة الخروج عن الجسد .
مصداقية هذه الظاهرة و واقعيتها :
ـ قام الدكتور " دين شيلدز " بتحليل أكثر من ألف دراسة حول ظاهرة الخروج
عن الجسد من 70 ثقافة مختلفة ( غير غربية ) . و أثبتت نتائج هذه الدراسة
عكس ما كان يتوقعه ، فكان يتوقع ظهور تناقضات كثيرة في الروايات المختلفة
المتعددة المصادر . أشارت النتيجة إلى وجود تطابق كامل في تفاصيل تلك
الروايات المختلفة . و تأكد بعدها الدكتور شيلز بأن هذه الظاهرة هي عالمية
و معروفة بين جميع الشعوب ، مما يدل على أنها ظاهرة واقعية .
ـ الكثير من عمالقة الأدب العالمي الذين عاشوا في هذا العصر صرحوا للعلن
في مناسبات مختلفة بأنهم خاضوا في تجربة الخروج عن الجسد ! مثل : أرنست
همنغواي ، و د.هـ. لورنس ، و ليو تولستوي ، و دويستوفسكي ، و تينيسون أدغر
ألان بو ، و فرجينيا ولف ، و غيرهم ..
ـ الدكتور " روبرت كروكوال " ، قام هذا الرجل الذي لا يشكّ أحد بمصداقيته
، بدراسة تحليلية دقيقة لأكثر من 700 تقرير حول ظاهرة الخروج عن الجسد . و
الذي أدهشه هو تطابق جميع محتويات هذه التقارير القادمة من جميع أنحاء
العالم .
بعض القصص الموثقة علمياً :
ـ سجلت للضابط البريطاني " أوليفر أويستون " ، حالة خروج عن الجسد حينما
كان في حالة مرض شديد ( التيفؤيد ) في إحدى مشافي جنوب أفريقيا خلال فترة
حرب البور في أوائل القرن الماضي . ( نالت شهرة واسعة في حينها ) .
شعر السيد أوليفر بأنه يرتفع عن السرير و يطفو في الهواء ، ثم اخترق
الجدران ، و شاهد في إحدى الغرف المجاورة أحد المرضى الذين يعانون بشدة من
مرض التيفؤيد . و في اليوم التالي ، بعد أن استيقض من غيبوبته ، أخبر
الفريق الطبي عن ما حصل له و ما شاهده بالتفصيل . و بعد التحقق من ما وصفه
السيد أوليفر في إحدى الغرفة المجاورة في الليلة السابقة اكتشفوا بان كل
ما قاله كان صحيحاً !.
ـ بلّغ البروفيسور " كيمبرلي كلارك " ، من جامعة واشنطن ، عن حالة خروج من
الجسد نالت فيما بعد شهرة عالمية تحدثت عنها الوساط و المراجع العلمية .
تمحورت حول امرأة مصابة بمرض القلب ، انفصل جسدها الأثيري جسدها الفيزيائي
و ذهب في رحلة استكشافية إلى الطوابق العليا من المستشفى ، و انتهى بها
الأمر إلى مستودع موجود في إحدى الطوابق و شاهدت فيه حذاء رياضي موضوع على
إحدى الرفوف . و بعد عودتها إلى جسدها الفيزيائي و استعادت وعيها الكامل ،
أخبرت البروفيسور كيمبرلي عن ما حصل و أعطته معلومات دقيقة عن الأماكن
التي زارتها خلال غيابها عن الوعي . و بعد قيام البروفيسور بالتحقق من ما
روته دهش لما احتوت روايتها من معلومات دقيقة . حتى أن الماركة الصناعية
المكتوبة على الحذاء الرياضي كانت كما وصفتها تماماً !.
ـ الدكتورة " أليزابيث كوبلر روس " ، ذكرت في إحدى دراساتها العديدة حول
هذا الموضوع بأنه من بين الحالات التي مرّت عليها ، هناك حالات تتعلّق
بأشخاص عميان فاقدي البصر تماماً حيث أنهم خلال خروجهم عن أجسادهم تمكّنوا
من الرؤية بوضوح كل شيء حولهم ! و وصفوا بدقة كبيرة أمور كثيرة تم التأكّد
منها و أثبتت صدق ما يقولون !.
بعض التجارب و الأبحاث المخبرية :
بعد تعاون الكثير من الاشخاص الموهوبين بقدرتهم على الخروج من الجسد مع
بعض من رجال العلم ، تم إجراء اختبارات و أبحاث علمية مختلفة ساعدت في
إدخال هذه الظاهرة إلى مجال العلم ( رغم عدم اعتراف المنهج العلمي بها ) .
ـ نجح العلماء الهولنديين ، في أوائل السبعينات ، من تسجيل وزن الجسد قبل
الخروج منه ، و خلال الخروج منه ، و بعد الخروج منه ، و اكتشفوا أن الوزن
قد نقص بعد الخروج بمعدّل 2 أونصة و ربع الأونصة .
ـ باحثين فرنسيين ، بما فيهم البروفيسور " ريشيه " ، أمضوا سنوات عديدة في
دراسة هذه الظاهرة و علاقتها بالقدرة على تحريك الأشياء عن بعد ، و إصدار
صوت طرقات خفيفة في أماكن بعيدة عن موقع الجسد ، و التأثير على ألواح
فوتوغرافية و شاشات الكالسيوم ، بالإضافة إلى أنهم تمكنوا من تصوير عملية
الخروج عن الجسد !.
ـ باحثين آخرين في الولايات المتحدة ، بما فيهم " روبرت موريس " من مؤسسة
الدراسات الوسيطية في نورث كارولاينا ، أمضوا سنتين كاملتين في دراسة
ظاهرة الخروج عن الجسد بالتعاون مع أحد الموهوبين بهذه القدرة ، يدعى "
كيث بلوهاري " ، الذي اعتاد على خوض هذه التجربة منذ طفولته . استطاع هذا
الرجل ، بعد أن استلقى في غرفة معزولة ، من الخروج عن جسده و الانتقال إلى
منزل قريب من الموقع ، و استطاع خلال وجوده في ذلك المنزل أن يقرأ بعض
الرسائل و حفظها في ذاكرته و من ثم العودة إلى جسده الفيزيائي و نقل
المعلومات التي حصل عليها إلى الباحثين ! و قد نقل أيضاً أسماء الأشخاص
الذين كانوا موجودين في المنزل و مواقع جلوسهم بدقة كبيرة !.
ـ في العام 1965م ، أقام الطبيب النفسي " شارلز تارت " ، من جامعة
كاليفورنيا ، اختبارات مختلفة حول " روبرت مونرو " الرجل الموهوب بهذه
القدرة ، و كان هذا الرجل يعمل كنائب رئيس مؤسسة بث إذاعية ( ميوتوال ) ،
و كان رئيساً لشركتين أخريين الأولى تعمل في مجال الإلكترونيات ، و
الثانية هي محطة بث تلفزيونية ، و قد أخرج فيها أكثر من 600 برنامج
تلفزيوني . و لم يمنعه انشغاله بكل هذه الأعمال و التزاماتها من ممارسة
قدرته المميّزة في الخروج عن الجسد . كتب مونرو أكثر من ثلاثة كتب تتناول
هذه الظاهرة التي تميّز بها . و وصف تجاربه المختلفة خلال خروجه من جسده ،
بتفاصيل دقيقة و كانت دراساته المختلفة في هذا المجال مهمة جداً مما جعل
المؤسسة العسكرية ( القسم السري ) تدخلها إلى منهجها التدريبي في برنامجها
السري الخاص بالاستبصار و الرؤية عن بعد لأغراض التجسّسية . ( مشروع
ستانفورد ) .
الأحد مايو 31, 2009 7:28 am من طرف keko_ferkeko