مـقـالـة الـيـوم : ( فـبـذلك فـلـيـفـرحـوا ) يونـس 58
هـل الاحـتـفـال بالـمـولـد الـنـبـوي الـشـريـف ، واجـب ؟ !!!
الـجـواب :
1 - إنّ [ عـيـد الـمـولـد الـنـبـويّ ] الـشـريف على صاحبه أفـضل الـصلاة والـسلام ، هـو [ عـيد الأعـيـاد ] ، و الـسـبـب : لـولا هـذا [ العـيـد ] ، لـمَـا كان للـمـسـلـمـيـن أيّ [ عـيـد ] مـثـل [ عـيـد الـفـطـر ] و [ عـيـد الأضـحى ] ، لـذلك فـإنّ عـيـد الـمـولـد الـنـبـويّ الـشـريف هـو [ عـيـد الأعـيـاد ] ، و بـمـا أنّ تـعـريـف : [ العـيـد ] ، هـو : [ احـتـفـال و فـرحـة ] ، لـذلك احـتفـلـوا و افـرحـوا بـهـذا الـعـيـد .
.
2 - إنّ مـولـد الأنـبـيـاء الـكـرام هـو : [ بـشـرى ] و فـرحة و عـيـد ، مـثـال قـول الله تعـالى عـن مـولـد اسـمـاعـيل عـليه الـسـلام : ( - فـبـشّـرنـاه - بغُـلامٍ حـلـيـم ) الـصـافّات 101 ، و عـن مـولـد يـحي عـلـيه الـسـلام : ( إنّ الله - يـبـشّـرك - بـيـحي ) آل عـمـران 39 ، و عـن مـولـد عـيـسى عـلـيه الـسلام : ( يا مـريـم إنّ الله – يـبـشّـرك – بـكلـمةٍ مـنه اسـمه المـسـيح عـيـسى ابـن مـريـم ) آل عـمـران 45 ، و عـن مـولـد اسـحـاق و يعـقـوب عـلـيهما الـسـلام : ( و امـرأتُـه قائـمـةٌ فـضـحـكـتْ – فـبـشّـرنـاهـا - بـإسـحـاق ، و مـن وراء اسـحاق يعـقـوب ) هـود 71 .
فهـل [ مـولـد ] سـيّـد الـمـرسـلـيـن لـيـس [ بـشـرى و عـيـد ] ؟ !!!!!!!!!!! ..
.
3 - إذا نـظـرنـا لـقـولـه تعالى عـن رسـوله الـكـريـم : ( و مَـا أرسـلـناكَ إلاّ - رحـمـةً - للعـالـمـيـن ) الأنـبـيـاء 107 ، ثُـمّ نـظـرنـا في قـولـه تعالى و الـذي يـطـلـب فـيـه مـن [ الـمـؤمـنـيـن ] الـفـرحة بـذلك : ( قُـل بـفـضـل الله و - بـرحـمـته – فـبـذلك فـلـيـفـرحـوا ) يـونس 58 ، لـذلك يـجـب أن [ نـفـرح ] تـنـفـيـذاً لأمـر الله تعالى ، لأنّ الـرسـول الـكريـم صلى الله عـليه و سـلّـم هـو [ رحـمـة مُهـداة ] ، و الله أمـرنـا أن نـفـرح ب [ الـرحـمـة ] ، و ســنـفـرح و نـحـتـفـل مـثـلـمـا أمـر الله تـعـالـى .
أمـا الـذيـن يـريـدون [ الحـزن ] بهـذه الـمـنـاسـبة الـسـعـيـدة ، فهـم الـذيـن يـخـالـفـون أمـر الله تـعـالـى ، و [ حـسـبـنـا الله و نعـم الـوكـيـل ] فـيـهـم ، لأنـهـم : ( كـرهـوا مـا أنـزل الله ، فـأحـبـط أعـمـالـهـم ) سـورة مـحـمـد 9 .
و هـؤلاء الـذيـن : ( عـضـوا عـلـيـكـم الأنـامـل مـن الـغـيـظ ) آل عـمـران 119 ، لأنــنـا نـحـتـفـل [ بعـيـد الـمـولـد الـنـبـويّ ] الـشـريف ، هـم ذاتـهـم يحـتـفـلـون ب [ عـيـد مـيـلاد ] أولادهـم ، و أعـيـاد أخـرى !!!! ، و لـكـن [ مـولـد ] الـرسـول الأكـرم صـلى الله عـلـيه و سـلّـم يـدعـوهـم [ للـحـزن ] !!!!!!!!!!!!!! ؟ .
.
4 - إذا كانـت [ مـائـدة ] الـسـماء للحـواريـين مع عـيسى عـليه الـسلام ، إذا كانـت [ عـيـداً ] : ( قـال عـيـسى ابـن مـريـم : ربـنـا أنـزل عـلـيـنـا مـائـدةً مـن الـسـمـاء تـكـونُ لـنـا - عـيـداً - لأوّلـنـا و آخـرنـا ) الـمائـدة 114 .
فهـل مـولـد الـرسـول الـكـريـم صـلى الله عـليه و سـلّـم ، لا يـكـون [ عـيـداً ] للأوّلـيـن و الآخـريـن ، و أقـل شـأنـاً و أهـمـيـة مـن [ مـائـدة الـحـواريـيـن ] ؟ !!!! .
.
5 - إذا كان بـعـد شـهـر الـصـيـام هـو [ عـيـد الـفـطـر ] ، و بـعـد مـنـاسـك الحـج هـو [ عـيـد الأضـحى ] ، فـمـن الأولـى أن يـكـون مـولـده الـشـريـف صـلى الله عـليه و سـلّـم ، هـو : [ عـيـد ] الـمـولـد الـنـبـويّ الـشـريـف ، و [ الـعـيـد ] هـو [ احـتـفـال و فـرحـة ] .
.
بـقـيَ الـقـول :
سـوف نحـتـفـل بـكل الـفـرح و الـسـرور ب [ عـيـد ] الـمـولـد الـنـبـويّ الـشـريف ، و الـذيـن يـريـدون أن [ يـحـزنـوا ] لـمـولـده ، فـالـوصـفـة الإلهـية لهـم أن [ يعـضّـوا أنـامـلهـم ] : ( عـضـوا عـلـيـكـم الأنـامـل مـن الـغـيـظ ) ، و سـنـقـول لـهـم تـكـمـلـة الآيـة : ( قــل : مـوتـوا بـغـيـظـكـم ) آل عـمـران 119 .
.
كـل عـام و أنـتـم بـكـلّ الخـيـر و الـصـحة و الـسـعادة و الـفـرح و الـسـرور ، بـمـنـاسـبة [ عـيـد ] الـمـولـد الـنـبـوي الـشـريف ، عـلى صـاحـبه أفـضـل الـصـلاة و الـسـلام ، و رضي الله عـن أهـله و أصـحابه أجـمعـيـن ، و لـكـم كلّ الـمـحـبـة و الـشــكـر و الـتـقــديـر و الاحـتــرام ، و أسـمـى آيـات الـعِـرفـان بـكـرَم أخـلاقـكـم لـتعـلـيـقـاتـكم الـكـريـمة .